طبيب في غزة يقطع ساق ابنة شقيقه دون تخدير: “لم يكن لدي خيار”
الهولندية: RTLNieuws
قال طبيب فلسطيني إنه اضطر إلى بتر ساق ابنة أخيه دون أن يتمكن من تخدير الفتاة المراهقة، وأضاف أنه بسبب القصف العنيف الذي شنه الجيش الإسرائيلي، لم يتمكنوا من الوصول إلى المستشفى.
وقال الطبيب هاني بسيسو، في حديث مع مراسلي وكالة رويترز للأنباء، أنه كان أمام معضلة رهيبة: اما بتر ساقها دون تخدير، أو المخاطرة بالنزف حتى الموت”. وأصيبت ابنة أخيه عهد بسيسو، البالغة من العمر 18 عاماً، في ساقها اليمنى بعد أن قصف الجيش الإسرائيلي منزلها في غزة.
بالمقص وبعض الشاش
ويقع مستشفى الشفاء على بعد أقل من كيلومترين، ويمكن الوصول إليه عادةً في غضون ست دقائق بالسيارة، يقول بسيسو إن القصف المستمر جعل تلك الرحلة مستحيلة.
يقول الطبيب إنه استخدم “المقص وبعض الشاش” أثناء العملية، ويُزعم أنه قام ببتر ساق ابنة أخيه بينما كانت مستلقية على طاولة، أمسكها إخوتها وأضاء شقيق آخر ضوءًا بهاتفين محمولين.
يقول بسيسو: “لسوء الحظ لم يكن لدي خيار آخر، كان الأمر إما أن نترك الفتاة تموت أو نفعل ما بوسعنا، كان من الصعب الوصول إلى المستشفى، وكان الحي بأكمله تحت النار، وكانت هناك دبابات أمام الباب مباشرة”.
وعندما طلب منه الرد، قال الجيش الإسرائيلي إنه لا يستطيع التعليق على هذا الحادث بالتحديد، لكن قيادة الجيش تقول مرة أخرى إن حماس، الحركة التي تشن إسرائيل حربا ضدها، تستخدم المستشفيات كدرع للاختباء خلفها.
دبابة إسرائيلية في الشارع
وقال الجيش: “من المعروف أن حماس تستخدم المستشفيات والمواقع الطبية لإقامة قواعد عسكرية لأنشطتها الإرهابية”، وتنفي حماس ذلك باستمرار.
وقالت الفتاة نفسها لرويترز إنها خرجت في الصباح لإجراء مكالمة هاتفية، وكانت قد رأت دبابة إسرائيلية في الشارع، وبعد وقت قصير من عودتها إلى الداخل وأغلقت الستائر، تعرض المبنى للقصف، وعندما أخرجها أقاربها من تحت الأنقاض، فقدت الإحساس بساقيها.
قالت الفتاة: “لقد وضعوني على طاولة غرفة الطعام، أخذ عمي الإسفنجة التي نستخدمها لغسل الصحون، وقطعة خيط، ومنظف ومطهر، وبدأ بفرك ساقي، ثم قام ببترها دون تخدير”.
وعندما سُئلت عن كيفية تحملها للألم، قالت: “الحمد لله وبفضل قراءة القرآن”.
أكثر من 1000 عملية بتر لأطفال
وفي غضون ذلك، خضعت الفتاة لعدة عمليات جراحية أخرى لعلاج إصاباتها، هذه المرة في المستشفى.
ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، فقد بترت أرجل أكثر من ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر.
وفي وقت سابق من اليوم، أفادت السلطات الصحية في غزة أن عدد قتلى الحرب في المنطقة المحاصرة قد ارتفع إلى أكثر من 25,000 شخص، وبالإضافة إلى ذلك، يقال إن أكثر من 62 ألف شخص قد أصيبوا.