
مئات مرضى الفشل الكلوي في غزة يموتون بسبب نقص غسيل الكلى في القطاع المحاصر
مئات مرضى الفشل الكلوي في غزة يموتون بسبب نقص غسيل الكلى في القطاع المحاصر
الشبكة الأوروبية: Euronews
يقول مسؤولون في قطاع غزة إن أكثر من 40 في المائة من مرضى الفشل الكلوي، أي أكثر من 400 مريض، لقوا حتفهم خلال الحرب.
محمد عطية وهو مريض فشل كلوي، يتحرك كرسيه مرتين في الأسبوع، فوق طرق غزة الممزقة حتى يتمكن من زيارة الجهاز الذي يبقيه على قيد الحياة.
يقطع الرجل البالغ من العمر 54 عامًا رحلته من ملجأ مؤقت غرب مدينة غزة إلى مستشفى الشفاء شمال المدينة، وهناك يتلقى غسيل الكلى لعلاج الفشل الكلوي الذي شُخِّص به قبل نحو 15 عامًا.
لكن العلاج، المحدود بسبب الدمار الذي خلفته الحرب ونقص الإمدادات، لا يكفي لإزالة جميع الفضلات من دمه.
هناك كثيرون مثله لم ينجوا، هؤلاء بعضٌ من أكثر وفيات غزة هدوءًا بسبب الحرب، بلا انفجارات ولا حطام.
لكن الخسائر مذهلة: فقد توفي أكثر من 400 مريض، يمثلون نحو 40% من جميع حالات غسيل الكلى في القطاع، خلال الصراع الذي استمر 18 شهراً بسبب الافتقار إلى العلاج المناسب، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.
ويشمل ذلك 11 مريضا توفوا منذ بداية شهر مارس، عندما أغلقت إسرائيل القطاع الذي يسكنه مليونا فلسطيني من جميع الواردات، بما في ذلك الغذاء والإمدادات الطبية والوقود.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن الهدف هو الضغط على حماس لإطلاق سراح المزيد من الرهائن بعد أن أنهت إسرائيل وقف إطلاق النار.
ورفضت هيئة COGAT، وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق المساعدات، التعليق على الحصار الحالي.
وقالت في الماضي إن كافة المساعدات الطبية تتم الموافقة عليها للدخول عندما تكون المعابر مفتوحة، وأن حوالي 45,400 طن من المعدات الطبية دخلت غزة منذ بداية الحرب.
تتزايد الصعوبات التي يواجهها مرضى غزة
قال عطية، الذي نزح ست مرات على الأقل منذ الأسابيع الأولى للحرب، إنه يحتاج إلى ثلاث جلسات غسيل كلى على الأقل أسبوعيًا، مدة كل منها أربع ساعات، أما الآن، فتستغرق جلستاه ساعتين أو ثلاث ساعات على الأكثر.
وقد أدى الحصار الإسرائيلي، وأوامر الإخلاء العديدة في معظم أنحاء القطاع، إلى الحد من قدرته على الحصول على الرعاية الصحية المنتظمة.
حتى وقت قريب، كان عطية يذهب إلى المستشفى سيرًا على الأقدام لغسيل الكلى، لكنه يقول إن العلاج المحدود، وارتفاع أسعار المياه المعدنية التي يجب أن يشربها، جعلاه قعيدًا على كرسي متحرك.
تنقله عائلته على كرسيه المتحرك عبر طرقات غزة التي يصعب على الكثيرين التعرّف عليها، فقد دُمّر جزء كبير من المنطقة.
قال عطية: “المواصلات مقطوعة، والشوارع متضررة، الحياة صعبة ومكلفة”.
وقال إنه يعاني الآن من الهلوسة بسبب ارتفاع مستويات السموم في دمه.
وقال إن “الاحتلال لا يهتم بالمعاناة أو المرضى”، في إشارة إلى إسرائيل وجنودها.
نظام صحي دمرته الحرب
وقالت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق من هذا العام نقلا عن وزارة الصحة في غزة إن ستة من مراكز غسيل الكلى السبعة في غزة دمرت خلال الحرب.
كان القطاع يملك 182 جهاز غسيل كلى قبل الحرب، والآن لديه 102 جهاز، 27 من هذه الأجهزة تقع في شمال غزة، حيث هرع مئات الآلاف من الناس إلى منازلهم خلال وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين.