الصحفيون في غزة يخشون استهدافهم من قبل الجيش الإسرائيلي: “الكلمات هي سلاحنا الوحيد”

الهولندية: NOS

يعد الصحفيون الفلسطينيون المحليون بمثابة عيون وآذان بقية العالم في غزة، حيث لا يزال الصحفيون الأجانب غير مسموح لهم بالدخول إلى غزة، ولذلك يخرج الصحفيون المحليون كل يوم وهم يرتدون سترات واقية من الرصاص وخوذات مكتوب عليها كلمة “صحافة”، رغم أنهم يدركون أن كونهم صحفيين لا يعني بالضرورة عدم تعرضهم للقتل، قُتل ما لا يقل عن 200 صحفي في غزة منذ بدء الحرب.

نشر الجيش الإسرائيلي مؤخرا “قائمة اغتيالات” بأسماء صحفيين من غزة يشتبه في تعاونهم مع حماس، وزعم الجيش ذلك استناداً إلى وثائق غير مؤكدة تم العثور عليها.
وكان حسام شبات أحد الصحفيين الموجودين في القائمة، ونفى الاتهامات، لكن إسرائيل قامت مؤخرا بتصفية الأخير على أية حال.

وتقول هند الخضري: “يخشى معظم الصحافيين في غزة من أن مثل هذه اللحظة آتية لهم أيضاً”، تعمل في غزة لصالح قناة الجزيرة الإخبارية وغيرها، وعلى X، اتهمتها أيضًا منظمة معروفة مؤيدة لإسرائيل بالتعاون مع حماس، حتى أن منشورًا آخر أشار إلى الجيش الإسرائيلي ودعاهم إلى قتلها.

شاركت الصحفية المنشور وحثت متابعيها على حفظه، لأنها هي الأخرى تُدرك أن هذا قد يكون مصيرها: “هذه التهديدات ليست مزحة، علينا أن نأخذها على محمل الجد، لقد رأينا سابقًا صحفيين يُهددون ويُتهمون ثم يُستهدفون من قبل الجيش”.

وهناك أيضًا شعور بين بقية السكان الفلسطينيين في غزة بأن الصحفيين مستهدفون، ولهذا السبب، لا يحظى الصحفيون بالترحيب دائمًا: “لقد مررت عدة مرات بتجربة عدم قدرتي على العثور على مكان للإقامة بسبب عدم الترحيب بنا، على سبيل المثال، في مخيم للاجئين.
لقد اعتبرنا الناس هدفًا للجيش الإسرائيلي ولم يرغبوا في تواجدنا لأنهم كانوا قلقين على سلامتهم، أنا لا ألوم الناس، أنا أفهم ذلك”، لكن هذا يؤلمها: “ألاحظ الآن أيضًا أن الأشخاص من حولي لم يعودوا يشعرون بالراحة دائمًا، وهذا يجعلنا حزينين”.
مع ذلك، لا تنوي الخضري ترك عملها: “إنه لأمرٌ مُرهقٌ أن أعمل في هذا المجال وأن أشعر دائمًا أنني مُستهدفة، مع كل هذه الغارات الجوية من حولي، أشعر أنني لستُ بأمان في أي مكان، لكنني لا أريد الاستقالة، إذا توقف جميع الصحفيين في غزة، فمن سيخبر بقية العالم بما يحدث هنا؟ سنُقاوم بأصواتنا، صوتنا هو سلاحنا الوحيد”.