الصحافة الأوروبية

إسرائيل ترتكب مجزرة في مركز طبي: “قتل النساء والأطفال بلا ضمير”

إسرائيل ترتكب مجزرة في مركز طبي: "قتل النساء والأطفال بلا ضمير"

الهولندية: NOS

أدانت منظمات الإغاثة بشدة الهجوم الإسرائيلي على دير البلح، صباح أمس، قُتل ما لا يقل عن خمسة عشر شخصًا في الهجوم على مركز طبي طارئ في دير البلح، بينهم تسعة أطفال وأربع نساء، كما أصيب العشرات في الهجوم الذي وقع في قلب قطاع غزة.

وقال شاهد عيان لوكالة فرانس برس “اهتزت الأرض تحت أقدامنا وتحول كل شيء حولنا إلى دماء وصراخ يصم الآذان”.

وقع الهجوم في عيادة تديرها منظمة “مشروع الأمل”، وهي منظمة أمريكية ناشطة عالميًا، وقالت المنظمة في بيان : “لم تعد الصدمة والألم يُعبّران عن مشاعرنا”، وأضاف مديرها، ربيع طربيه: “تُعدّ هذه العيادات ملاذًا آمنًا في غزة، حيث يُحضر الناس أطفالهم الصغار، وتتلقى النساء الحوامل الرعاية، ورعاية ما بعد الولادة، ويُعالج الناس من سوء التغذية، وغير ذلك الكثير”.

في وقت الهجوم، كانت العيادة مغلقة، وكانت النساء وأطفالهن ينتظرن على الرصيف في الخارج ريثما تفتح العيادة أبوابها، وفقًا لما ذكره مدير المنظمة على قناة X، لم يُصب موظفو العيادة بأذى، في الوقت الحالي، تُعلق العيادة عملياتها، ويعمل موظفوها في عيادة أخرى في المدينة.

وقال طربيه: “إن هذا انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي وتذكير صارخ بأن لا أحد ولا مكان آمن في غزة، حتى مع استمرار محادثات وقف إطلاق النار”.

صرح الجيش الإسرائيلي أن هدف الهجوم كان إرهابيًا من حماس متورطًا في الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وأعرب الجيش عن أسفه لسقوط ضحايا مدنيين، مؤكدًا أن الحادث قيد التحقيق.

صور مروعة
تقول كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف: “إن قتل العائلات التي تحاول الحصول على مساعدات منقذة للحياة أمرٌ لا يُطاق”، وتُعدّ منظمة “مشروع الأمل” منظمةً شريكةً لهذه الجمعية الخيرية للأطفال، وتضيف راسل: “هؤلاء أمهات يبحثن عن طوق نجاة لأطفالهن بعد شهورٍ من الجوع واليأس”.
تُظهر لقطاتٌ وثّقتها وسائل إعلام دولية جثثًا داميةً ملقاة على الأرض، وفي الخلفية، تُسمع صرخاتٌ ثاقبة، وتُرى أمهاتٌ يائساتٌ يحتضنّ أطفالهنّ ويصرخن طلبًا للمساعدة.

تظهر لقطات أخرى من كاميرات المراقبة رجلين يسيران قرب المكان الذي كانت النساء والأطفال ينتظرون فيه، بعد لحظة، دوى انفجار، تحققت بي بي سي من اللقطات، وذكرت أن الرجلين كانا على بُعد حوالي ستة أمتار من مكان مقتل الأطفال، كما تحققت صحيفة نيويورك تايمز من اللقطات، ولم يتضح بعد ما إذا كان أيٌّ من الرجلين مستهدفًا من قِبل إسرائيل.

أفاد شاهد عيان لرويترز أن العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية تقع في المنطقة، ووصف كيف سقطت قذيفة، مُخلفةً سحابةً كثيفةً من الغبار، ثم رأى نساءً وأطفالاً مُلقين على الأرض، وقد سُحقوا من جراء الانفجار.

نُقل الجرحى والقتلى إلى مستشفى الأقصى، حيث يرثي أقاربهم أحباءهم، كان هناك رجل يحمل جثمان ابنة أخيه البالغة من العمر ثلاث سنوات، قال لوكالة أسوشيتد برس: “خرجت هي ووالدتها هذا الصباح للحصول على مُكمّل غذائي، ماذا فعلت؟ هل أطلقت عليهم صاروخًا؟ إنها طفلة بريئة”.

الأضرار الجانبية
سبق أن صرّح مسؤولون عسكريون لصحيفة هآرتس الإسرائيلية بكيفية حساب الجيش لحجم الأضرار الجانبية التي قد يُسببها أي هجوم. وكان موقع +972 الإخباري الإسرائيلي قد نشر سابقًا تقريرًا عن برنامج الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي “لافندر”، الذي يستخدمه الجيش لاختيار أهداف القصف في غزة.
ذكرت مصادر للموقع الإخباري أنه في الأسابيع الأولى من الحرب، سمح البرنامج بسقوط ما بين خمسة عشر وعشرين ضحية مدنية، بمقابل أحد مقاتلي حماس حتى من ذوي الرتب الدنيا، وهو ما لم يكن سائدًا من قبل: “عمليًا، لم يكن مبدأ التناسب قائمًا”.

هذا المبدأ عنصرٌ أساسيٌّ في القانون الدولي، يجب أن تكون الوسائل المستخدمة متناسبةً مع الغاية نفسها، نفى الجيش الإسرائيلي أن يكون لبرنامج الذكاء الاصطناعي دورٌ بهذا القدر من الأهمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى