
إسرائيل تسمح بدخول مساعدات طارئة إلى غزة لتتجنب العقوبات الأوروبية
إسرائيل تسمح بدخول مساعدات طارئة إلى غزة لتتجنب العقوبات الأوروبية
الهولندية: NOS
بعد أشهر من منع وصول المساعدات، سُمح البارحة بإدخال مساعدات طارئة من منظمات مستقلة إلى قطاع غزة، عبرت الشاحنات الأولى الحدود في ساعة مبكرة من صباح أمس، كما قامت الأردن والإمارات العربية المتحدة بإسقاط مساعدات غذائية على قطاع غزة.
ليس من الواضح حاليًا حجم المساعدات الطارئة التي وصلت إلى الفلسطينيين في غزة، وقد حددت إسرائيل “طرقًا آمنة” لقوافل المساعدات لدخول المنطقة، وتُظهر الصور أعدادًا كبيرة من الفلسطينيين يسيرون في الشوارع حاملين أكياس الدقيق.
انتهت عملية توزيع المساعدات الطارئة بحالة من الفوضى في عدة أماكن، صباح البارحة، نهب حشد من الناس، سبع شاحنات من أصل عشر شاحنات محملة بالدقيق ومواد إغاثة أخرى إلى مدينة غزة.
هجمات إسرائيلية
أعلنت الأردن والإمارات العربية المتحدة عصر أمس عن إسقاطهما جوًا “25 طنًا من المواد الغذائية والضروريات الأساسية” على غزة، ونُفذت عمليات الإنزال الجوي في ثلاثة مواقع.
أفادت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة بإصابة ما لا يقل عن عشرة أشخاص جراء عمليات إسقاط المساعدات الغذائية، وصرح صحفي غزاوي لبي بي سي بأن معظم الطرود الغذائية وصلت إلى مناطق القتال، ويُثار التساؤل حول جدوى إسقاط المساعدات الطارئة، فقد ثبت سابقًا أنها لا تُغني عن إيصال المساعدات برًا باستخدام الشاحنات.
لتسهيل توزيع المساعدات الطارئة، أعلن الجيش الإسرائيلي عن “هدنات عسكرية يومية” في المواصي ودير البلح ومدينة غزة، وستسري هذه الهدن يوميًا، إلى أجل غير مسمى، بين الساعة العاشرة صباحًا والثامنة مساءً.
مع ذلك، شنّ الجيش الإسرائيلي عدة هجمات على هذه المواقع أمس، فبعد الساعة العاشرة صباحًا بقليل، أفاد مراسل الجزيرة بوقوع هجوم على شقة في مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل امرأة وأطفالها الأربعة، كما أفاد المارة بوقوع هجوم على مخبز في المدينة.
في المجمل، قتلت إسرائيل 62 شخصًا أمس، وفقًا لمصادر طبية لقناة الجزيرة، وأفادت التقارير أن 34 منهم قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات.
أفاد مستشفى العودة باستلام جثث اثني عشر فلسطينيًا على الأقل، قُتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة، بالقرب من موقع توزيع مساعدات طارئة، كما أفاد المستشفى بسقوط مئات الجرحى، وصرحت إسرائيل لاحقًا بأنها أطلقت طلقات تحذيرية بعد تحديد هوية “مجموعة من المشتبه بهم”.
“تجنب العقوبات الأوروبية”
جاء قرار إسرائيل بإعادة فتح المساعدات الطارئة وسط ضغوط دولية متزايدة، وصرح وزير الطاقة الإسرائيلي كوهين أمس بأن القرار اتُخذ جزئيًا لتجنب العقوبات الأوروبية.
قال كوهين: “تريد حماس خلق حالة تُتخذ فيها قرارات ضد دولة إسرائيل على الساحة الدولية، وقد تواصلت وزارة الخارجية مع نظرائها الأوروبيين وقررت اتخاذ خطوات أسرع لمنع فرض عقوبات أوروبية على إسرائيل”.
يحذر الخبراء من أن وصول المساعدات إلى المنطقة متأخر جدًا بالنسبة للكثير من الفلسطينيين، ففي مارس، فرضت إسرائيل حصارًا شاملًا على شحنات الغذاء والمساعدات إلى غزة، حيث يعتمد الجميع على المساعدات الطارئة، ومنذ منتصف مايو، لم يسمح الجيش الإسرائيلي بمرور المساعدات إلا بشكل متقطع.
لقد أدى ذلك إلى ما وصفه رئيس منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع بـ”مجاعة جماعية من صنع الإنسان”. ووفقًا لأرقام الأمم المتحدة، يعاني طفل من كل خمسة أطفال من سوء التغذية، ومن بين 74 حالة وفاة بسبب سوء التغذية سُجلت في غزة هذا العام، وقعت 63 حالة وفاة في يوليو، وحذرت منظمة الصحة العالمية اليوم من أن هذا يشير إلى أن أزمة الجوع تتفاقم بسرعة.
ليس كافياً
قالت أماند بازيرول من منظمة أطباء بلا حدود: “لقد حان الوقت، ولكنه ليس كافيًا، علينا ضمان استقرار الإمدادات لتقديم المساعدة لمليوني شخص يعانون من الجوع منذ خمسة أشهر”.
وتشير إلى أن نقص الغذاء قد ألحق ضررًا بالغًا ببعض السكان لدرجة أن أجسادهم لم تعد قادرة على تحمل الطعام، إنهم بحاجة إلى رعاية متخصصة، ومن الخطر جدًا عليهم أن يتناولوا الطعام بأنفسهم مرة أخرى، هذا هو مستوى المجاعة الذي نشهده هنا”.