مؤتمر فلسطينيي أوروبا والحملة الأوروبية يعقدان مؤتمراً رقمياً حول دور المؤسسات الشعبية في كسر الحصار عن غزة
“لقد شكلت تلك الحملة واحدة من حالات الإبداع المشروع التي بادر بها شعبنا في سبيل انتزاع أبسط حقوقه عبر كسر الحصار الظالم المفروض عليه والذي يخالف كل الشرائع والقوانين الدولية.”
قال ذلك أمين سر مؤتمر فلسطينيي أبوروبا وأحد المشاركين في أسطول الحرية “أمين أبوراشد” خلال حديثه عن “حملة أسطول الحرية” في المؤتمر الرقمي الذي عقده مؤتمر فلسطينيي أوروبا والحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة، الجمعة 29-5-2020، تحت عنوان “آفاق في دور المؤسسات الشعبية الأوروبية في كسر الحصار عن قطاع غزة.” والذي تم بثه عبر منصات التواصل الاجتماعي لمركز EPAL.
كما طالب أبو راشد الشعب الفلسطيني وأنصاره في كل العالم بالاستمرار في استحداث المزيد من الوسائل الإبداعية لعملهم الوطني مثل قطع المسافات لانتزاع الحقوق وفضح ممارسات الاحتلال الصهيوني.
ووصف ما حدث لأسطول الحرية قبل عشرة أعوام “بالحادثة الوحشية” مؤكداً أنها “شكلت استهدافا للإنسانية بغالب جنسياتها وقدمت نموذجاً مصغراً للظلم والوحشية والقرصنة التي يعاني منها سكان قطاع غزة منذ بدء الحصار.”
ودعا أبو راشد إلى أن تكون ذكرى مجزرة أسطول الحرية فرصة سنوية بحيث تنطلق عدة فعاليات من القارة الأوروبية لتعريف المجتمعات بتفاصيل ما حدث في ذلك اليوم ولإعادة تسليط الضوء مجدداً على معاناة قطاع غزة.
كما أوصى بتحرك قانوني في مجال فتح ملفات محاكمة جرائم الإحتلال حتى يحاكم الاحتلال الصهيوني على جريمته وذلك من خلال تحرك جماعي من كافة النشطاء بمختلف جنسياتهم.
من جانبه أكد رئيس الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن قطاع غزة “مازن كحيل” خلال كلمته في المؤتمر أن جهود المجتمع الدولي والمؤسسات غيرالحكومية والشعبية ستستمر طالما استمر الحصار على قطاع غزة رغم كل الظروف التي تواجهها.
كما تحدث كحيل حول مجزرة أسطول الحرية ووجه التحية لأرواح الشهداء الأتراك الذين راحوا ضحية تلك المجزة معزياً أهاليهم.”
وذكر خلال حديثه تفاصيل الحصار على قطاع غزة والأوضاع المعيشية لسكانه، مؤكداً أنه حصار ظالم وغير شرعي باتفاق كافة المعايير الدولية على ذلك.
وطالب كحيل بضرورة رفع الحصار فورياً عن قطاع غزة لتجنب كارثة صحيّة يمكن أن تحل فيه في ظل انتشار فايروس كورونا في العالم.
وأفاد بأنهم في الحملة الأوروبية لرفع الحصار وجهوا رسائل لـ 27 وزيرا من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مطالبين فيها بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لرفع الحصار الفوري عن قطاع غزة واحترام القوانين الدولية والتعامل مع الشعب الفلسطيني الأعزل بما تفرضه القوانين الدولية.”
وحول الأوضاع الاقتصادية وتأثير الحصار عليها في قطاع غزة تحدث مدير العلاقات العامة والإعلام في الغرفة التجارية في قطاع غزة “ماهر الطباع” مبيّناً أن الحصار والحروب التي تعرض لها قطاع غزة أدت لرفع معدلات البطالة لتصل لأكثر من 50% وما يقارب ربع مليون عاطل عن العمل، إضافة إلى أن 80% من سكان القطاع يعتمودون على المساعدات الانسانية.
كما تحدث أيضاً المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور “أشرف القدرة” حول واقع القطاع الطبي في ظل الحصار في غزة موضحاً أن الحصار المستمر منذ 14 عاما ما زال يقيد منظومة الخدمات الصحية وذلك على مستوى خدمات الكلى والأورام وأمراض الدم وخدمات القلب وغيرها من الخدمات التي يحتاجها قطاع غزة.
وذكر بأن السنوات القليلة الماضية كان هناك حاجة كبيرة مستمرة للأدوية أدت لنقص حاد في 44% من الأدوية و31% من المستلزمات الطبية و56% من لوازم المختبرات، مشيراً إلى أن ذلك كله يأتي في سياق متصل لاجراءات الاحتلال المشددة على المعابر والتي حرمت أكثر من 40% من مرضى قطاع غزة من لوازم مغادرة القطاع لاستكمال رحلتهم العلاجية وفق القانون الدولي الإنساني.
وتحدث خلال المؤتمر أيضاً مدير التلفزيون العربي وأحد الذين شاركوا في أسطول الحرية “عباس ناصر” حول دور الإعلام في رفع دور المقاومة الفلسطينية لرفع الحصار عن غزة.
وكان للمتحدث الرسمي باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج “أحمد محيسن” مداخلة خلال المؤتمر حول دور فلسطينيي الخارج في رفع الحصار عن قطاع غزة، ذاكراً أن دورهم في المؤسسات الأوروبية في معادلة النضال الفلسطيني هي عبارة عن أدوار إعلامية وأفعال جماهيرية وتحركات في المضامير السياسية ضمن المتاح في الأقطار الأوروبية، وأنهم يعملون على اختيار الخطاب السياسي والإعلامي المؤثر والمناسب للمجتمعات الغربية وذلك لنقل صورة معاناة الشعب الفلسطيني وحشد التأييد لنصرته.
كما كان لرئيس اتحاد جمعيات المهاجرين في ابسالا “إيميل صرصور” مداخلة حول كيف يمكن لرفع الحصار عن قطاع غزة أن يصبح قضية لتوحيد جهود الجمعيات الأهلية لنصرة القضية الفلسطينية، إضافة لكلمة حملة الوفاء الأوروبية التي ألقاها رئيس الحملة “محمد قيس”، وتحدث فيها عن جهود حملة الوفاء الإنسانية في مساعدة أهالي قطاع غزة وتنفيذ العديد من المشاريع الإغاثية في قطاع غزة.
وفي ختام المؤتمرتحدث السياسي الفلسطيني السويدي “عدنان أبو شقرة” حول أهمية تشكيل لوبيات ومجموعات ضغط داخل الأحزاب والمؤسسات الأوروبية الكبيرة للتعريف بالقضية الفلسطينية ونصرتها.