
ارتفاع عدد الضحايا في غزة بسبب الفيضانات التي أعقبت هطول أمطار غزيرة
ارتفاع عدد الضحايا في غزة بسبب الفيضانات التي أعقبت هطول أمطار غزيرة
الهولندية: NOS
منذ الليلة الماضية، اجتاحت أمطار غزيرة ورياح عاتية قطاع غزة مجدداً، مما أدى إلى غمر آلاف الخيام التي تؤوي الفلسطينيين بالمياه أو اقتلاعها، وأفادت قناة الجزيرة بمقتل شخص آخر في الحادث اليوم.
في المنطقة التي دمرها الدمار بشكل كبير، يُجبر نحو 900 ألف فلسطيني على العيش في الخيام، وفي مدينة خان يونس الجنوبية، غمرت المياه البطانيات والفرش، وأصبحت أفران الطين المستخدمة في طهي الطعام غير صالحة للاستخدام بسبب غمرها بالمياه.
يخوض الأطفال في البرك وهم يرتدون شباشب، ويحاول آخرون إزالة المياه من خيامهم بالمجارف، وقالت مجدولين طرابين، التي فرّت من رفح، لوكالة أسوشيتد برس: “كنا على وشك الغرق الليلة الماضية، البرك في كل مكان، والرائحة كريهة، لا نعرف ماذا نفعل أو إلى أين نذهب”.
سبق للأمم المتحدة أن حذرت من أن الأمطار الغزيرة ستزيد من تفاقم الأوضاع المعيشية المتردية أصلاً في غزة، وقال المتحدث باسم اليونيسف، جوناثان كريكس، لبي بي سي، إن الأطفال الذين يرتدون ملابس مبللة معرضون لخطر انخفاض حرارة الجسم أو الإصابة بالأمراض.
الكوليرا
أفادت وزارة الصحة في غزة بوفاة ما لا يقل عن اثني عشر شخصاً، بينهم رضيع يبلغ من العمر أسبوعين، جراء سوء الأحوال الجوية أو انخفاض حرارة الجسم منذ 13 ديسمبر، وتُقدّر هيئة الدفاع المدني الفلسطينية في غزة العدد بأنه أعلى من ذلك، حيث ذكرت أن سبعة عشر شخصاً، بينهم أربعة أطفال، لقوا حتفهم جراء سوء الأحوال الجوية.
حثّ عمال الإغاثة السكان على عدم اللجوء إلى المباني المتضررة، خشية انهيارها، ونظرًا لأن معظم غزة مدمرة، فإن أماكن لجوء الفلسطينيين إليها من المطر قليلة، ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فقد تضررت أكثر من 80% من المباني في غزة جراء القصف الإسرائيلي.
بسبب تعطل شبكات الصرف الصحي في قطاع غزة، تختلط مياه الصرف الصحي بمياه الأمطار الزائدة، مما يؤدي إلى تلوثها، وهذا يزيد من خطر الإصابة بالكوليرا والأمراض الجلدية، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، أصيب 150 ألف فلسطيني بأمراض جلدية منذ بداية الحرب.
تأتي هذه العاصفة في الوقت الذي غادر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى الولايات المتحدة، وسيلتقي غداً بالرئيس الأمريكي ترامب في مقر إقامته مارالاغو، حيث سيناقشان المرحلة الثانية مما يُعرف بخطة ترامب لغزة، وتسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى المضي قدماً في هذه الخطة.
في المرحلة الأولى، التي بدأت في 10 أكتوبر، تم الاتفاق على السماح بدخول المساعدات الإنسانية وإجراء عملية تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس. ووفقًا لهيئة الرقابة الغذائية التابعة للأمم المتحدة، لا تزال إسرائيل لا تسمح بدخول كميات كافية من الغذاء، بل وتقتصر على أنواع محدودة منه.
تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار، ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد قُتل نحو 414 شخصًا وأُصيب 1142 آخرون في غزة منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين جراء الحرب بلغ 71266 قتيلاً، ولم تُفرّق الوزارة بين المدنيين وعناصر حماس، وتؤكد مصادر إسرائيلية موثوقية هذه الأرقام.
لم تُسلّم حماس حتى الآن جثة أي رهينة إسرائيلية، ويُبدي نتنياهو تردداً في المضي قدماً في المرحلة الثانية من المفاوضات إلى حين عودة هذه الرهينة، وتركز المرحلة الثانية على مستقبل غزة ونشر قوة دولية لتحقيق الاستقرار، مع العلم أن الفلسطينيين نادراً ما يحضرون هذه المفاوضات.



